لا يبقى سوى
الأمطار تنسكب بهدوء
على أراضي القلب علها تروي
بقايا قلب
وداعا..
أهي كلمة بتلك البساطة
.. لِتُقال لأحب الناس لقلبك ؟!! ..
وداعا..
أهي كلمة تستطيع نطقها حقا ..
أتستطيع قولها بإِيقَان منك أنه بعد رميك لتلك القُنبلة
قد تقتل أحب الناس لقلبك ؟؟..
وداعا ..
أهي سهلة جداً لرؤيتك من تحب يموت ببطء أمام عينك .
. يموت ببطء مع كل حرف
وكل حركةٍ تنطق بها ..
وداعا ..
أن تُعطي ظهرك لمن تحب ..
وتراه يذرف حَر الدموع لأجلك .
. يستجدي بتلك الدموع
.. يسترجيك لعدم الذهاب .
. أتستطيع حينئذ قولها ؟!..
وداعا ..
أصعب ..
وأشد وأقسى كلمة .. قد تنطق بها ..
أنت نفسك لن تستطيع سوى
البُكاء .. والبكاء .. والبكاء ..
فهي كلمةٌ تعني
أن ما بيننا قد انتهى ..
وأن أحلى أيام عمرنا معاً قد انتهت مع آخر حرف لها ..
وأنني سأكون مجرد تذكار ] بسيط [ تحتفظ به على خزانة مُغبرة ..
وأنك ستُحاول جاهداً إغلاق باب الخزانة ورمي المفتاح في بئر بعيدة
ثم ردمها ..
تعني ..
أن وجودك قُربي قد انتهى ..
وأن علي تقبل وضعي الجديد دونك ..
وأنك ستنسى أو علي أن أقول / تتناسى / وجودي ذات يوم بقربك ..
وأن امرأة غيري ستأخذ مكاني ..
امرأة غيري ستأخذ عرشي ..
امرأة غيري ستسكن بيتي (قلبك)..
أتفهم معنى وداعا ..
تعني أنني
لاشيء
أتُراها بسيطة هذه ] اللاشيء [
إنها أعمق حتى من عُمق مشاعري لك ..
أعمق من البحار .. أعمق من بعد السماء ..
أعمق حتى من محاولة الشمس والقمر للقاء ..
أعمق مني ومنك .. أعمق من الكون أجمع ..
اللاشيء هذه
أكبر
وأكبر
وأكبر
من أن تُقال .. أو حتى أن يُشار إليها
لأحب الناس لقلبك ..
لم هذه الدموع الآن ألم تقلها .. ألم ترمِ بها في وجهي ..
ألم تفجر قنبلة بجانبي بيدك ؟؟!..
إذن لم هذه الدموع .. أكلماتي قد أثارت بك الشجون ؟!!..
ألهذه الدرجة قد أثارت بك مُجرد حروف ..
أشعرت الآن بألم طعناتك مع كل حرف قد نطقته منها
وداعا ..
أنا آسف
أتقول آسف الآن .. بعدما قتلتني .. أحرقتني ..
بكل إختصار أنهيتني .. أضحكتني حقاً ..
وددت لو أُبدلت ضحكاتي هذه بدموع من نار علها تُشفي مابقلبي .. وبعد آسف ماذا؟!!..
لازالت هُناك وداعا تنتظر ..
ضحكٌ حدَ الموت
وبم ستفيدني هذه الآسف ؟!!..
بأي بنك من بنوك العالم سأصرفها ؟!!..
آسفة عزيزي لاأستطيع قبول شيك ( آسف ) هذه ..
فأنا أعلم أن بعدها وداعا اخرى
وداعاً أخرى
لذا لا بأس يا ] هذا [ ..
أبدا .. أبدا لا تقلق ..
لقد اعتدنا على هذه القنابل ..
ألا تراني أمامك حية الآن ؟!!.. معتادة أنا على مثلها ..
لذا لا بأس .. لتذهب
.. لتذهب
فلا آسف ولا وداعا .. ستُعيدك يوما ..
لذا في آمان الله فقط .. وأنا .. أنا لن أقول وداعا
دوما سأقول ،، إلى اللقاء ،،
تعرفني جيداً ..
كم أكره رؤية من أحب يموت أمام
عيني ..
لذا إلى اللقاء .
فأنا موقنه أشد اليقين بأنني سألتقي بك ذات يوم .. إن لم يكن
على هذه الدنية ..
فحتما بإذن الله لِقائنا هناك في دار الخلود
إلى اللقاء ولتهتم بنفسك جيداً .. لا تُصب بمكروه لأجلي .